الشعر بالنسبة للكثير من الناس ليس مجرد خصلات تنمو على الرأس، بل هو رمز للجمال والثقة بالنفس، وأحيانًا وسيلة للتعبير عن الشخصية. لكن عندما نلاحظ تساقط الشعر بكثرة، خاصة من الجذور، يبدأ القلق يتسلل إلينا، ونتساءل عن السبب الحقيقي وراء ذلك. تساقط الشعر من الجذور ليس مجرد ظاهرة عابرة في بعض الحالات، بل قد يكون إشارة إلى وجود خلل ما في الجسم أو العادات اليومية. ومن المهم فهم هذه الأسباب حتى نتمكن من التعامل معها بذكاء قبل أن تتفاقم المشكلة. في هذه المقالة، سنستعرض أسباب تساقط الشعر من الجذور، وطرق علاج المشكلة، بالإضافة إلى نصائح للعناية بالشعر.
أسباب تساقط الشعر من الجذور وعلاجه
عندما نتحدث عن أسباب تساقط الشعر من الجذور، فإننا نعني أن الشعرة تسقط وهي متصلة بالبصيلة أو الجزء الأبيض الصغير في طرفها. هذه العلامة تشير إلى أن الشعر قد توقف عن النمو في تلك البصيلة أو أن البصيلة نفسها ضعفت. أحد الأسباب الشائعة لذلك هو التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث بعد الحمل أو خلال فترة سن اليأس أو حتى بسبب اضطرابات الغدة الدرقية. فالهرمونات تلعب دورًا رئيسيًا في دورة حياة الشعر، وأي خلل فيها قد يسرع من مرحلة التساقط.
أسباب تساقط الشعر من الجذور
- العوامل الوراثية: تعتبر العوامل الوراثية من أبرز أسباب تساقط الشعر. فإذا كان هناك تاريخ عائلي لمشكلة تساقط الشعر، فمن المحتمل أن تكون معرضًا لهذه المشكلة أيضًا. يعرف تساقط الشعر الوراثي عادةً بالصلع الذكوري أو الأنثوي، ويتميز بنمط معين من فقدان الشعر.
- التغيرات الهرمونية: تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في صحة الشعر. التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث أثناء الحمل أو بعد الولادة أو في فترة انقطاع الطمث، يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر. كما أن اضطرابات الغدة الدرقية يمكن أن تسبب أيضًا تغيرات في نمو الشعر.
- التغذية غير السليمة: النظام الغذائي المتوازن ضروري لصحة الشعر. نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والزنك والبروتينات يمكن أن يؤدي إلى ضعف الشعر وتساقطه. تعد الفيتامينات مثل فيتامين D وB12 مهمة أيضًا لنمو الشعر.
- التوتر والضغط النفسي: يعتبر التوتر أحد الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر. عندما يتعرض الجسم لضغوط نفسية، يمكن أن يدخل الشعر في مرحلة الراحة، مما يؤدي إلى تساقطه. من المهم إيجاد طرق للتعامل مع التوتر للحفاظ على صحة الشعر.
- العناية غير الصحيحة بالشعر: استخدام المنتجات الكيميائية الضارة، والتصفيف المفرط، وعدم اتباع نظام مناسب للعناية بالشعر يمكن أن يؤدي إلى تلف الشعر وتساقطه. كما أن تسريحات الشعر الضيقة قد تجهد الجذور وتسبب تساقط الشعر.
كيفية حل مشكلة تساقط الشعر
استشارة طبيب مختص
إذا كنت تعاني من تساقط الشعر، فإن الخطوة الأولى هي استشارة طبيب مختص أو طبيب جلدية. يمكن للطبيب أن يقوم بتحديد السبب الدقيق وراء تساقط الشعر ويوجهك نحو العلاج المناسب.
تناول المكملات الغذائية
يمكن أن تكون المكملات الغذائية ضرورية، خاصةً إذا كنت تعاني من نقص في بعض الفيتامينات. يُنصح بتناول مكملات الحديد والزنك وكذلك البيوتين الذي يُعتبر مفيدًا لصحة الشعر.
استخدام منتجات العناية المناسبة
اختر منتجات العناية بالشعر التي تحتوي على مكونات طبيعية وفعالة. تجنب المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية. يمكن استخدام الزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند وزيت الأرغان لتعزيز صحة الشعر. كما يمكنك استخدام شامبو EO الكوري المضاد لتساقط الشعر للرجال والنساء من ميان هيرب.
تقنيات الاسترخاء
قم بتطبيق تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا للتخفيف من التوتر النفسي. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل تساقط الشعر وتحسين الصحة العامة.
العناية بالشعر بشكل صحيح
تجنب التصفيف المفرط واستخدام أدوات التصفيف الساخنة. اغسل شعرك بشكل منتظم، ولكن احرص على استخدام شامبو لطيف. كما يُفضل تجفيف الشعر بلطف باستخدام منشفة ناعمة بدلًا من فركه بقوة.
نصائح للعناية بالشعر
شرب الكمية الكافية من الماء
الماء عنصر أساسي للحفاظ على صحة الشعر. تأكد من شرب الكمية الكافية من الماء يوميًا للحفاظ على ترطيب الشعر.
تناول نظام غذائي متوازن
حاول تضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن. تناول الفواكه والخضروات والبروتينات الصحية مثل الأسماك والدجاج والمكسرات.
تدليك فروة الرأس
تدليك فروة الرأس يمكن أن يحفز الدورة الدموية ويعزز نمو الشعر. يمكنك استخدام زيوت طبيعية لتحسين الفعالية.
قص الشعر بانتظام
قص الشعر بانتظام يساعد في التخلص من الأطراف المتقصفة ويعزز من مظهره الصحي. يُفضل قص الشعر كل 6-8 أسابيع.
الحذر عند استخدام الصبغات
إذا كنت تستخدم صبغات الشعر، حاول اختيار أنواع خفيفة أو طبيعية. تجنب التعرض المفرط للمواد الكيميائية.
العناية بالشعر بشكل يومي تعتبر جزءًا مهمًا من العلاج والوقاية في الوقت نفسه. غسل الشعر بلطف باستخدام شامبو خفيف وخالٍ من الكبريتات يحافظ على الزيوت الطبيعية التي تغذي فروة الرأس. من المهم أيضًا تجنب فرك الشعر بقوة أثناء تجفيفه، بل يُفضل استخدام منشفة قطنية والضغط برفق. تسريح الشعر باستخدام فرشاة ناعمة من الأطراف إلى الجذور يقلل من الشد الذي قد يضر بالبصيلات. كما أن تجنب تسريحات الشعر المشدودة لفترات طويلة يقلل من خطر ما يُعرف بالثعلبة الشدّية.
من العادات المفيدة أيضًا تدليك فروة الرأس بانتظام باستخدام الزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند، زيت الأرغان، أو زيت الخروع. هذا التدليك يحفز الدورة الدموية ويغذي البصيلات بالمواد المغذية. ويمكن تعزيز الفائدة بلف الشعر بمنشفة دافئة بعد وضع الزيت لزيادة امتصاصه. وهناك من يفضل استخدام الوصفات الطبيعية مثل ماسك العسل مع البيض أو ماسك الألوفيرا، فهي تساعد على ترطيب الشعر وتقويته دون مواد كيميائية.
النوم الجيد جزء لا يتجزأ من خطة العناية بالشعر، إذ أن الجسم يجدد خلاياه أثناء النوم، بما في ذلك خلايا فروة الرأس. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام تحسن الدورة الدموية وتساعد على وصول المغذيات إلى البصيلات بشكل أفضل. ولا يجب أن ننسى أن التدخين وشرب الكحول من العادات التي تؤثر سلبًا على صحة الشعر، لأنهما يقللان من تدفق الدم إلى فروة الرأس ويضعفان إنتاج الكولاجين.
في بعض الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج التقليدي، قد يلجأ البعض إلى خيارات متقدمة مثل العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)، حيث يتم حقن فروة الرأس بعناصر محفزة للنمو مأخوذة من دم المريض نفسه، أو حتى زراعة الشعر في حال فقدان البصيلات قدرتها على إنتاج الشعر نهائيًا. هذه الإجراءات تحتاج إلى استشارة طبيب مختص وتقييم شامل للحالة.
من المهم أن ندرك أن العناية بالشعر ليست مهمة مؤقتة، بل هي أسلوب حياة. الشعر يحتاج إلى تغذية ورعاية مستمرة تمامًا مثل البشرة والجسم. وحتى بعد حل مشكلة التساقط، فإن الحفاظ على نظام غذائي متوازن، تقليل التوتر، والعناية بفروة الرأس بانتظام يضمن بقاء الشعر صحيًا وكثيفًا على المدى الطويل. والأهم أن نتحلى بالصبر، لأن دورة نمو الشعر بطيئة نسبيًا، وقد تحتاج النتائج لعدة أشهر حتى تظهر بوضوح.
أسباب تساقط الشعر من الجذور يمكن أن يكون تجربة مزعجة، ولكن من خلال فهم الأسباب واتباع الطرق الصحيحة للعناية، يمكن التغلب على هذه المشكلة. تذكر أن العناية بالشعر تحتاج إلى صبر واهتمام مستمر. إذا كنت تعاني من تساقط الشعر بشكل مستمر، لا تتردد في استشارة طبيب مختص للحصول على العلاج المناسب.
اقرأ أيضًا: